واجهت شركة سبايس إكس التابعة للملياردير إيلون ماسك انتكاسة كبيرة في برنامجها الفضائي الطموح، حيث انتهت الرحلة التجريبية التاسعة لصاروخها العملاق ستارشيب بفقدان المركبة الفضائية بشكل كامل. الحادث وقع أثناء مرحلة العودة المخططة للغلاف الجوي، مما أدى إلى قطع الاتصال نهائياً مع المركبة.
أعلن دان هوت، المسؤول في سبايس إكس، خلال البث المباشر للمهمة أن الشركة فقدت الاتصال رسمياً مع ستارشيب قبل دقائق من الإعلان. وأشار هوت إلى حدوث “عودة غير متحكم بها” للطبقة العليا من الصاروخ أثناء دخولها الغلاف الجوي، بدلاً من الهبوط المخطط له في المحيط الهندي.
انطلق الصاروخ العملاق الذي يبلغ ارتفاعه 123 متراً من قاعدة ستاربيس في تكساس وسط مشهد مذهل من الدخان والنيران. الإطلاق تم بحضور عشرات المتفرجين الذين تجمعوا على الشواطئ القريبة لمشاهدة هذا الحدث التاريخي، والذي بدا في بدايته ناجحاً تماماً.
حضر إيلون ماسك شخصياً عملية الإطلاق من موقع الشركة، وظهر مرتدياً قميصاً يحمل شعار “استعمار المريخ”، مما يعكس طموحاته الكبيرة لاستخدام هذا الصاروخ في مهام مستقبلية إلى الكوكب الأحمر. ماسك، الذي يعتبر أغنى رجل في العالم، يراهن بشكل كبير على نجاح مشروع ستارشيب لتحقيق حلمه في إقامة مستعمرة بشرية على المريخ.
هذا الفشل الجديد يأتي في أعقاب سلسلة من التحديات التي واجهها برنامج ستارشيب خلال العام الجاري. في اختبارين سابقين أجريا خلال شهري يناير ومارس، شهدت المركبة انفجارات مذهلة على ارتفاعات عالية، مما أدى إلى تناثر الحطام فوق منطقة البحر الكاريبي وإثارة مخاوف بشأن السلامة.
رغم هذه الانتكاسات، حققت سبايس إكس إنجازات تقنية مهمة في جوانب أخرى من المشروع. في الرحلات السابقة، نجحت الطبقة الأولى من الصاروخ في العودة بأمان إلى منصة الإطلاق، حيث تم الإمساك بها بواسطة أذرع ميكانيكية متطورة. هذه المناورة المعقدة تعتبر من الإنجازات التقنية الفريدة التي تتقنها سبايس إكس دون غيرها من الشركات.
الانفجارات المتكررة للطبقة العليا من ستارشيب أثرت على حركة الطيران المدني في المنطقة، حيث اضطرت السلطات إلى تحويل مسارات بعض الطائرات التجارية وتأخير إقلاع أخرى. هذه التداعيات دفعت السلطات الأمريكية إلى إصدار أمر بتعليق رحلات ستارشيب مؤقتاً وإجراء تحقيقات شاملة في الحوادث الأخيرة.
التحديات التي تواجه برنامج ستارشيب تسلط الضوء على التعقيدات الهائلة في تطوير تقنيات الفضاء المتقدمة. الصاروخ، الذي يماثل ارتفاعه مبنى من أربعين طابقاً، يمثل قفزة تقنية كبيرة في مجال الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام والمصممة للرحلات الفضائية بعيدة المدى.
بينما تستمر سبايس إكس في مواجهة هذه التحديات التقنية، تبقى رؤية ماسك لاستكشاف المريخ وإقامة حضارة متعددة الكواكب حلماً يتطلب المزيد من الوقت والجهد. كل فشل في هذا المشروع الرائد يوفر دروساً قيمة تساهم في تطوير التقنيات المستقبلية للسفر إلى الفضاء العميق.