أثار حزب فوكس الإسباني المعروف بمواقفه المتشددة ضد المغرب ضجة سياسية كبيرة مطالباً وزارة الخارجية باستدعاء السفير الإسباني من الرباط للتشاور. هذه المطالبة جاءت كرد فعل على حادثة تسلل يوتيوبر مغربي إلى منطقة عسكرية حساسة، حيث اعتبر الحزب هذا التسلل استفزازاً مباشراً يستوجب اتخاذ إجراءات دبلوماسية حازمة.
الحادثة التي هزت الأوساط العسكرية الإسبانية بدأت عندما نشر المؤثر المعروف باسم “BN NSNS” مقطعاً مصوراً يوثق زيارته لجزيرة إيزابيل الثانية التابعة لأرخبيل شافاريناس. هذه المنطقة تخضع لسيطرة إسبانية مشددة وتعتبر من المناطق العسكرية الحساسة التي يُمنع دخول المدنيين إليها نهائياً.
ردود الفعل الإسبانية جاءت سريعة وحادة، حيث اعتبر خافيير دييغو الأمين العام لحزب فوكس ومنسق المجموعة البرلمانية في مليلية أن هذا التسلل ليس مجرد حادث عارض بل عمل استفزازي مدروس يهدف لاختبار قوة الاستجابة الإسبانية. هذا التفسير يعكس النظرة المتشددة للحزب تجاه أي تحرك مغربي قرب المناطق المتنازع عليها.
المثير للقلق في هذه الحادثة أن المؤثر تمكن من الوصول للجزيرة سباحة دون أن تتصدى له أنظمة المراقبة المفترض وجودها. الفيديو المنشور يظهر تجوله بحرية تامة في المنطقة خلال ساعات النهار، مما يثير تساؤلات جدية حول فعالية الإجراءات الأمنية المطبقة.
وزارة الدفاع الإسبانية استجابت للحادثة بفتح تحقيق رسمي شامل لفهم كيفية حدوث هذا الاختراق الأمني. التحقيق يسعى لتحديد ما إذا كان هناك خلل في أنظمة المراقبة أو إهمال من جانب المسؤولين عن حماية هذه المنطقة الاستراتيجية.
الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي يوثق استكشاف المؤثر للمباني المهجورة والبنية التحتية العسكرية السابقة، مع إشارته لغياب الدوريات الأمنية. هذا المحتوى أثار استياءً كبيراً في الأوساط العسكرية الإسبانية التي تعتبر هذا النوع من التوثيق تهديداً للأمن القومي.
حزب فوكس استغل هذه الحادثة لإعادة طرح مطالبه بشأن الوضع الإداري لهذه الجزر، حيث يدعو السلطات لإلحاقها رسمياً بسبتة أو مليلية بدلاً من تركها في ما يصفه بالفراغ الإداري الحالي. هذا الموقف يعكس الاستراتيجية السياسية للحزب في استثمار التوترات الأمنية لتعزيز مواقفه المتشددة.
