شهدت المياه الهادئة للبحر المتوسط قبالة الساحل الشمالي لجزيرة مايوركا الإسبانية مأساة جوية هزت المنطقة السياحية، حيث تحطمت طائرة صغيرة تحمل شخصين أدت إلى مصرع كل من كان على متنها. الحادث المؤلم الذي وقع مساء السبت الماضي سلط الضوء مجدداً على مخاطر الطيران الخفيف في المناطق الساحلية.
وقعت الكارثة في حوالي الساعة الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي عندما شاهد عدد من الأشخاص المتواجدين على الشاطئ طائرة ذات مقعدين تتساقط بشكل مفاجئ في مياه البحر على مسافة قريبة من الساحل. هذا المشهد المرعب دفع الشهود إلى الاتصال فوراً بخدمات الطوارئ التي حشدت جهودها لإجراء عمليات البحث والإنقاذ.
فرق الإسعاف والحرس المدني الإسباني تحركت بسرعة إلى موقع الحادث وبدأت عمليات البحث المكثفة في المنطقة التي يصل عمق المياه فيها إلى حوالي ثلاثين متراً. هذا العمق النسبي جعل مهمة البحث صعبة ومعقدة، خاصة مع حلول الظلام وتدهور الظروف الجوية.
استمرت عمليات البحث طوال الليل وحتى صباح اليوم التالي، حيث تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال جثتي الضحيتين حوالي الساعة الواحدة ظهراً بالتوقيت المحلي. الضحيتان تبين أنهما طيار وابنه الذي كان يرافقه في هذه الرحلة الجوية التي تحولت إلى مأساة عائلية مؤلمة.
التحقيقات الأولية كشفت أن الطائرة أقلعت من مطار مايوركا قبل ساعتين من وقوع الحادث، مما يشير إلى أنها كانت في رحلة قصيرة حول الجزيرة. طبيعة هذه الرحلة تشير إلى أنها قد تكون رحلة تدريبية أو ترفيهية، وهو ما يضفي المزيد من الحزن على هذه المأساة.
مصادر صحفية محلية أفادت بأن الطائرة كانت تنفذ مناورات جوية قبل لحظات من سقوطها في البحر، لكن الأسباب الدقيقة وراء فقدان السيطرة على الطائرة لا تزال غير واضحة. هذه المعلومة تطرح تساؤلات حول ما إذا كان الحادث نتيجة عطل فني أم خطأ بشري أم ظروف جوية مفاجئة.
السلطات الإسبانية فتحت تحقيقاً شاملاً في الحادث لتحديد الأسباب الجذرية وراء هذه المأساة. فرق متخصصة في حوادث الطيران ستقوم بفحص حطام الطائرة المنتشل من قاع البحر وتحليل جميع الظروف المحيطة بالحادث لإعداد تقرير شامل.
هذا الحادث المؤسف يذكر بالمخاطر المرتبطة بالطيران الخفيف، خاصة فوق المسطحات المائية حيث تصبح عمليات الإنقاذ أكثر تعقيداً. مايوركا، كونها وجهة سياحية شهيرة، تشهد حركة طيران مكثفة من الطائرات الخاصة والرحلات السياحية، مما يتطلب إجراءات أمان مشددة.