كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن موقف متشدد تجاه إيران خلال تصريحات أدلى بها يوم الثلاثاء أثناء عودته من قمة مجموعة السبع المنعقدة في كندا. أكد ترامب للصحافيين المرافقين له على متن الطائرة الرئاسية أن إدارته لم تقم بأي مبادرات للتواصل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بهدف فتح قنوات حوار أو إجراء مفاوضات سلمية.
جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي واضحة وحازمة عندما نفى بشكل قاطع وجود أي اتصالات دبلوماسية مع طهران، مشدداً على أن واشنطن لم تسع لإقامة جسور تواصل مع القيادة الإيرانية بأي وسيلة كانت. هذا الموقف يعكس توجهاً أمريكياً واضحاً نحو التصعيد بدلاً من البحث عن حلول دبلوماسية للأزمة المستمرة.
الأمر الأكثر لفتاً للانتباه في تصريحات ترامب كان مطالبته بما وصفه بـ”الرضوخ الكامل” من إيران، وهو مصطلح يحمل دلالات قوية في السياق الدبلوماسي الدولي. رغم استخدام هذا التعبير الحاد، لم يقدم الرئيس الأمريكي توضيحاً مفصلاً حول المقصود تحديداً بهذا المطلب أو الخطوات العملية التي يتوقعها من الجانب الإيراني.
ذهب ترامب أبعد من ذلك عندما أشار إلى عدم اهتمامه بتحقيق وقف مؤقت لإطلاق النار أو هدنة مرحلية، بل أعرب عن سعيه لتحقيق ما وصفه بـ”النهاية الحقيقية” للنزاع. هذا التصريح يشير إلى رؤية أمريكية تهدف لحسم الصراع بشكل نهائي وشامل بدلاً من اللجوء إلى حلول مؤقتة أو تسويات جزئية.
قبل هذه التصريحات، كان ترامب قد نشر رسالة على منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال” أشار فيها إلى وجود اتفاق معروض على طاولة المفاوضات، مؤكداً أنه كان يتعين على إيران قبول هذا الاتفاق. هذا التلميح يطرح تساؤلات حول طبيعة هذا الاتفاق المفترض وشروطه التي يبدو أن الجانب الإيراني رفضها.
تأتي هذه التصريحات في سياق توتر متصاعد بين واشنطن وطهران، حيث تتبنى الإدارة الأمريكية سياسة الضغط الأقصى تجاه إيران منذ انسحابها من الاتفاق النووي. الموقف الأمريكي المتشدد يعكس استراتيجية تهدف لإجبار إيران على تغيير سلوكها الإقليمي وسياساتها النووية من خلال الضغط الاقتصادي والدبلوماسي.
الجدير بالملاحظة أن هذه التصريحات صدرت بعد عودة ترامب من قمة مجموعة السبع، مما يشير إلى احتمالية تنسيق الموقف مع الحلفاء الغربيين أو على الأقل إطلاعهم على التوجهات الأمريكية تجاه الملف الإيراني. هذا التوقيت قد يحمل رسائل دبلوماسية موجهة لطهران وللمجتمع الدولي بشأن الموقف الأمريكي الثابت.