كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن جانب روحاني جديد في شخصيته عندما أعرب عن أمله في أن يساعده تحقيق السلام في أوكرانيا على نيل مكانة أفضل في الآخرة. هذا التصريح جاء خلال مقابلة تلفزيونية مع شبكة فوكس نيوز، حيث أظهر الرئيس الجمهوري وجها أكثر تأملا وروحانية مما اعتاد عليه الجمهور.
أكد ترامب البالغ من العمر 79 عاما أنه يسعى جاهدا لتحقيق السلام في الصراع الدائر بين أوكرانيا وروسيا، ليس فقط لحصوله على جائزة نوبل للسلام التي طالما اعتبر نفسه مستحقا لها، بل أيضا لأسباب روحانية عميقة. وقال بصراحة مفاجئة إنه يدرك أن وضعه الحالي قد لا يكون مثاليا فيما يتعلق بالحساب الأخروي، مشيرا بنبرة ساخرة إلى أنه في أسفل السلم روحانيا.
هذا التحول في خطاب ترامب لم يأت من فراغ، بل جاء بعد النجاة من محاولة الاغتيال التي تعرض لها العام الماضي، والتي اعتبرها نقطة تحول في حياته. منذ تلك الحادثة، بدأ الرئيس الأمريكي يتحدث بلهجة أكثر روحانية، معتبرا أن العناية الإلهية أنقذته لمهمة عظيمة تتمثل في إعادة أمريكا إلى عظمتها السابقة.
الجدير بالذكر أن ترامب يحظى بدعم قوي من التيار الديني المحافظ في أمريكا، رغم تاريخه الشخصي المثير للجدل والذي يتضمن زواجات متعددة وفضائح مختلفة، بما في ذلك كونه أول رئيس أمريكي يُدان جنائيا. هذا الدعم الديني القوي دفعه إلى تبني خطاب أكثر تدينا في ولايته الثانية مقارنة بفترته الرئاسية الأولى.
من جهتها، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت أن الرئيس كان جديا تماما في تصريحاته حول رغبته في دخول الجنة، مضيفة أن هذه الرغبة طبيعية ومشروعة لأي إنسان. وأشارت إلى أن الرئيس يؤدي الصلوات بانتظام، مما يعكس التزامه الديني المتزايد.
يأتي هذا التصريح في أعقاب استضافة البيت الأبيض لقمة مهمة ضمت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعددا من القادة الأوروبيين، بهدف إيجاد حل دائم للنزاع بين كييف وموسكو. هذه القمة تعكس الجهود المكثفة التي يبذلها ترامب لتحقيق وعوده الانتخابية بإنهاء الحرب في أوكرانيا في أسرع وقت ممكن.
التحول الروحاني الذي يظهره ترامب قد يكون استراتيجيا لتعزيز قاعدته الشعبية بين المحافظين المتدينين، أو قد يكون انعكاسا حقيقيا لتجربة شخصية عميقة عاشها بعد النجاة من محاولة الاغتيال. في كلتا الحالتين، يبدو أن الرئيس الأمريكي يسعى لربط مهامه السياسية بمعتقداته الروحانية، مما يضيف بعدا جديدا لشخصيته القيادية.