وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحذيراً قوياً للجانب الروسي بشأن استمرار العمليات العسكرية في الأراضي الأوكرانية، مشيراً إلى احتمالية مواجهة موسكو لتداعيات بالغة الخطورة في حال عدم التوصل لحل نهائي للأزمة.
جاءت تصريحات ترامب خلال مؤتمر صحافي عقده يوم الأربعاء، حيث أكد أن الإدارة الأميركية لن تتردد في اتخاذ إجراءات حاسمة إذا لم تبدِ روسيا استعداداً حقيقياً لوقف العمليات العسكرية. هذه التصريحات تأتي في توقيت حساس قبل اللقاء المخطط له مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا يوم الجمعة المقبل.
الرئيس الأميركي امتنع عن الكشف عن طبيعة الإجراءات التي قد تتخذها الولايات المتحدة، تاركاً المجال مفتوحاً أمام تفسيرات متعددة حول الخيارات المتاحة أمام الإدارة الأميركية للضغط على الكرملين.
من جانبه، كشف وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت عن تفاصيل إضافية حول الاستراتيجية الأميركية، موضحاً أن واشنطن تدرس إمكانية تطبيق عقوبات اقتصادية إضافية أو فرض رسوم جمركية ثانوية في حالة فشل المفاوضات المرتقبة. وزير الخزانة أشار أيضاً إلى ضرورة قيام القادة الأوروبيين بتفعيل دورهم في منظومة العقوبات المفروضة على روسيا.
بيسنت أكد في مقابلة تلفزيونية أن ترامب سيوضح لنظيره الروسي خلال اللقاء المرتقب أن جميع الخيارات متاحة أمام الولايات المتحدة، مما يعكس جدية الموقف الأميركي تجاه الأزمة الأوكرانية.
هذا اللقاء المرتقب يحدث في ظل تصاعد الضغوط الأميركية على روسيا، حيث تتجه واشنطن نحو استهداف الدول التي تواصل استيراد النفط الروسي مثل الصين والهند. الإدارة الأميركية تهدد بفرض عقوبات أكثر شدة على هذه الأسواق الرئيسية للطاقة الروسية ما لم يتم التوصل إلى تسوية سلمية شاملة للنزاع.
الموقف الأميركي الجديد يعكس تحولاً في نهج التعامل مع الأزمة الأوكرانية، حيث تسعى الإدارة الجديدة لاستخدام الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية بشكل متزامن للوصول إلى حل سريع للصراع الذي دخل عامه الثالث.
التطورات الأخيرة تشير إلى دخول الأزمة الأوكرانية مرحلة جديدة قد تشهد تحركات دبلوماسية مكثفة، خاصة مع اقتراب موعد اللقاء بين القائدين الأميركي والروسي الذي قد يحدد مسار الأحداث في الأشهر المقبلة.