وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسالة تهنئة إلى جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لعيد العرش المجيد، مؤكدا من خلالها استمرار الموقف الأمريكي الداعم للسيادة المغربية على أقاليمها الصحراوية. هذه الرسالة تأتي لتعزز المسار الدبلوماسي الذي اتخذته الإدارة الأمريكية منذ ديسمبر 2020 حول هذا الملف الاستراتيجي.
في نص البرقية التي بعث بها إلى القصر الملكي، شدد ترامب على أن الولايات المتحدة الأمريكية تواصل اعترافها الكامل بالسيادة المغربية على الأقاليم الصحراوية، مؤكدا أن هذا الموقف يشكل ركيزة أساسية في العلاقات الثنائية بين البلدين. الرئيس الأمريكي وصف المبادرة المغربية للحكم الذاتي بأنها جدية وذات مصداقية وواقعية، معتبرا إياها الطريق الوحيد المؤدي إلى حل نهائي وعادل للنزاع الإقليمي.
التأكيد الأمريكي المتجدد على هذا الموقف يأتي في سياق تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وواشنطن، والتي تمتد لأكثر من قرنين من الزمن. ترامب أشار في رسالته إلى عمق هذه العلاقة التاريخية وأهميتها بالنسبة للمصالح الأمريكية في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
الرسالة الرئاسية ركزت أيضا على الأولويات المشتركة التي تجمع البلدين في مجال الأمن والاستقرار الإقليمي. ترامب أبرز دور المغرب المحوري في تعزيز السلام من خلال اتفاقات أبراهام، والجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب والتطرف، إضافة إلى التعاون الاقتصادي والتجاري الذي يحقق منافع متبادلة للشعبين الأمريكي والمغربي.
البعد الاقتصادي حظي بتركيز خاص في البرقية الأمريكية، حيث أكد ترامب على رغبة بلاده في توسيع نطاق التبادل التجاري مع المغرب بما يخدم المصالح المشتركة. هذا التوجه يعكس الإدراك الأمريكي لأهمية المغرب كشريك اقتصادي موثوق في المنطقة وكبوابة للولوج إلى الأسواق الأفريقية.
ختام الرسالة تضمن تطلع الرئيس الأمريكي لمواصلة التعاون الثنائي في سبيل ترسيخ الاستقرار والأمن على المستوى الإقليمي. هذا التوجه يؤكد النظرة الاستراتيجية الأمريكية للمغرب كحليف أساسي في منطقة تشهد تحولات جيوسياسية مهمة.
الموقف الأمريكي المتجدد بشأن الصحراء المغربية يعكس استمرارية السياسة الخارجية الأمريكية تجاه هذا الملف، رغم التغيرات في الإدارات الأمريكية المتعاقبة. هذا الثبات في الموقف يعزز من مكانة المغرب الإقليمية ويدعم جهوده الدبلوماسية لحل هذا النزاع المزمن عبر المسار الأممي.