في تطور عسكري لافت شهدته الأراضي السورية، أعلنت القيادة المركزية الأميركية تنفيذ عملية عسكرية موسعة حملت اسم عين الصقر استهدفت أكثر من 75 موقعاً تابعاً لتنظيم داعش منتشرة في مناطق متفرقة من وسط البلاد. العملية التي جرى تنفيذها بواسطة مزيج من الطائرات المقاتلة والمروحيات الهجومية إلى جانب المدفعية الثقيلة، جاءت كرد فعل مباشر على الهجوم الذي استهدف قوات أميركية وشريكة في منطقة تدمر قبل أيام وأسفر عن مقتل 3 عناصر أميركية.
التحرك العسكري الأميركي لم يكن مفاجئاً بالنظر إلى حجم الخسائر التي تكبدتها القوات الأميركية في هجوم تدمر الأخير، حيث أكد المسؤولون العسكريون أن الرد سيكون حاسماً وسريعاً. براد كوبر قائد القيادة الوسطى الأميركية أوضح في تصريحات رسمية أن الولايات المتحدة لن تتردد في ملاحقة العناصر الإرهابية التي تستهدف مصالحها أو مصالح حلفائها في المنطقة، مشدداً على أن هذا النهج سيستمر دون تراجع أو تهاون.
من جانبه، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب العملية العسكرية بأنها انتقامية وقاسية، مؤكداً عبر منصته الاجتماعية أن بلاده تنفذ وعودها بتوجيه ضربات قوية ضد المسؤولين عن استهداف القوات الأميركية. ترامب أشار إلى أن الضربات طالت معاقل التنظيم الإرهابي في مناطق حيوية، وأن هذا الرد يأتي ضمن استراتيجية أوسع لمواجهة التهديدات الإرهابية في المنطقة.
البيان الصادر عن القيادة المركزية الأميركية كشف أن العملية انطلقت في تمام الساعة 4 مساءً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة EST يوم 19 ديسمبر، وشملت استخدام أكثر من 100 قذيفة دقيقة استهدفت بنية تحتية ومخازن أسلحة تابعة لتنظيم داعش. العملية لم تكن أميركية بحتة، حيث شاركت القوات الجوية الأردنية في تنفيذ الغارات، وهو ما يعكس التنسيق الإقليمي في مواجهة التهديدات الإرهابية المشتركة.
الأهداف التي طالتها الضربات توزعت على مساحات واسعة من وسط سوريا، وتضمنت مواقع تدريب ومخابئ للأسلحة ومراكز قيادة وسيطرة يستخدمها التنظيم الإرهابي في التخطيط لعملياته. المسؤولون العسكريون الأميركيون أكدوا أن الهدف الرئيسي من هذه الضربات هو تقويض قدرة التنظيم على شن هجمات مستقبلية ضد المصالح الأميركية أو ضد الشركاء الإقليميين.
في أعقاب هجوم تدمر الذي وقع في 13 ديسمبر، نفذت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي 10 عمليات منفصلة في سوريا والعراق، أسفرت عن مقتل أو اعتقال 23 عنصراً من التنظيم. هذه العمليات تأتي ضمن سلسلة متواصلة من الجهود الرامية إلى تقليص نفوذ التنظيم وإضعاف بنيته التنظيمية في المنطقة.
الإحصائيات الرسمية تشير إلى أن القيادة المركزية الأميركية نفذت خلال الأشهر الستة الماضية أكثر من 80 عملية عسكرية في الأراضي السورية، جميعها كانت تستهدف عناصر تشكل تهديداً مباشراً للأمن الأميركي أو للاستقرار الإقليمي. هذا المعدل المرتفع من العمليات يعكس استمرار الوجود العسكري الأميركي في المنطقة وإصرار واشنطن على منع أي محاولات لإعادة تنظيم صفوف الجماعات الإرهابية.
رغم الضربات المتكررة والضغوط العسكرية المتواصلة، يبقى تنظيم داعش قادراً على تنفيذ هجمات متفرقة تستهدف القوات الأجنبية والمحلية على حد سواء، وهو ما يفرض على القوات الأميركية وحلفائها مواصلة اليقظة والاستعداد لمواجهة أي تهديدات محتملة. الوضع الأمني في المنطقة يظل هشاً، والتحديات المتعلقة بمكافحة الإرهاب تتطلب جهوداً مشتركة ومستدامة من جميع الأطراف المعنية.










