واصلت فرق الإنقاذ المتعددة التخصصات خلال الساعات الماضية جهودها المتواصلة في عمليات البحث والتمشيط الدقيقة على طول مجرى وادي فزو في إقليم الرشيدية، وذلك عقب الحادث المأساوي الذي نتج عن انجراف سيارة بفعل السيول الجارفة التي اجتاحت المنطقة بقوة هائلة خلال الأيام الماضية. هذه الكارثة الطبيعية خلفت حالة من الحزن والقلق الشديد بين سكان المنطقة الذين يتابعون بترقب كبير مجريات عمليات البحث عن المفقودين.
الحادث المؤسف وقع في ظروف لا تزال تفاصيلها الدقيقة قيد التحقيق والتحقق من قبل السلطات المختصة، مما استدعى تعبئة واسعة وشاملة لمختلف الفرق المتخصصة والوسائل البشرية واللوجستية الضرورية لضمان سرعة الوصول إلى المفقودين في هذه الظروف الصعبة للغاية. طبيعة المنطقة الجبلية وقوة التدفقات المائية جعلت من عمليات البحث مهمة شاقة ومعقدة تتطلب خبرة كبيرة وتنسيقا محكما بين جميع المتدخلين.
شاركت في هذه العمليات الإنقاذية المعقدة فرق متعددة ومتنوعة تضم السلطات المحلية وعناصر الدرك الملكي وفرق الوقاية المدنية المتخصصة والقوات المساعدة، إلى جانب أعوان السلطة ومتطوعين شجعان من أبناء الساكنة المحلية الذين تدفقوا للمساعدة في عمليات الإنقاذ رغم المخاطر الكبيرة. التنسيق الميداني المحكم بين هذه الفرق المختلفة ساهم في تسريع وتيرة البحث بشكل ملموس مع ضمان سلامة جميع المتدخلين في هذه العملية الحساسة.
المصادر المطلعة على تفاصيل الحادث أفادت بأن السيارة التي جرفتها السيول العاتية كانت تقل ثلاثة أشخاص ينحدرون جميعهم من جماعة سيدي علي التابعة إداريا لإقليم الرشيدية، حيث كانوا في طريق عودتهم إلى مقر إقامتهم عندما وقع الحادث المفجع في ظل ظروف مناخية قاسية للغاية تميزت بتدفقات مائية قوية ومفاجئة لم تمهل الضحايا فرصة للنجاة أو الهروب من المركبة قبل انجرافها بعيدا في مياه الوادي الهائجة.
المصادر نفسها أكدت أن الجثة التي تم انتشالها من مياه الوادي بعد جهود مضنية تعود لأحد ركاب السيارة المنكوبة، فيما لا تزال عمليات البحث والتمشيط مستمرة على قدم وساق للكشف عن مصير الشخص الآخر المفقود الذي لم يتم العثور عليه بعد رغم كل الجهود المبذولة. هذه التدخلات الميدانية الصعبة تتم تحت الإشراف المباشر والمتابعة اللصيقة من طرف عامل إقليم تنغير الذي أصدر تعليمات واضحة وحازمة بتكثيف الجهود الإنقاذية إلى أقصى حد ممكن وتسخير كافة الإمكانيات المادية والبشرية المتاحة للعثور على المفقود في أسرع وقت ممكن.
الظروف الجوية الصعبة وغير المستقرة التي لا تزال تسود المنطقة تشكل تحديا إضافيا كبيرا أمام فرق الإنقاذ، حيث أن استمرار هطول الأمطار واحتمال حدوث موجات جديدة من الفيضانات يزيد من صعوبة المهمة ويعرض حياة المنقذين أنفسهم للخطر. رغم كل هذه العقبات، تواصل الفرق عملها بإصرار وتصميم كبيرين على إنهاء مهمتها الإنسانية وإعادة المفقود إلى عائلته سواء حيا أو ميتا لتتمكن الأسرة من دفنه وفق الشعائر الإسلامية وتجد بعض السلوى في هذه المحنة القاسية التي ألمت بها.










