كشف المدرب الوطني محمد وهبي عن جوانب مثيرة للجدل في عملية تحضير المنتخب المغربي للشباب تحت 20 سنة لنهائيات كأس العالم التي تستضيفها تشيلي، مؤكداً أن الهدف من هذه المشاركة يتجاوز مجرد التمثيل المشرف ليصل إلى تحقيق إنجازات حقيقية ومنافسة أقوى المنتخبات العالمية للوصول إلى المراحل المتقدمة من البطولة.
استهل وهبي حديثه خلال المؤتمر الصحفي المخصص للإعلان عن التشكيلة النهائية بالتأكيد على أن المنافسة على المستوى القاري تحمل نفس قوة وشراسة كأس العالم، مشيراً إلى أن المنتخبات الأفريقية أثبتت جدارتها في المحافل الكبرى، وبالتالي فإن التحديات المنتظرة لأشبال الأطلس في مونديال تشيلي لن تمثل مفاجأة للاعبين ذوي الخبرة.
عبّر الإطار التقني الوطني عن رؤيته الطموحة للبطولة قائلاً إن الفريق يتطلع لخوض المنافسة العالمية بنفس العزيمة والإصرار التي ميزت أداءهم في كأس أمم أفريقيا، مؤكداً أن الطموح واضح ومحدد يتمثل في تمثيل المغرب بأرقى صورة وتقديم مستوى يليق بقيمة اللاعبين والكرة المغربية.
لكن الجانب الأكثر إثارة في تصريحات وهبي تمحور حول الصعوبات الاستثنائية التي واجهته أثناء إعداد القائمة النهائية، حيث كشف عن رفض بعض الأندية السماح للاعبيها بالمشاركة، إلى جانب تفضيل بعض العناصر المدعوة البقاء مع أنديتهم بدلاً من الانضمام للمنتخب. أوضح المدرب أنهم تواصلوا مع الأندية وأرسلوا القائمة الأولية، لكن بعض الردود جاءت سلبية، كما أن محادثاتهم مع اللاعبين كشفت أن بعضهم فضّل التركيز على ترسيخ مكانته في ناديه، وهو قرار يحترمه الجهاز التقني.
رغم هذه العقبات، أشاد وهبي بالدور الحاسم الذي لعبته رغبة اللاعبين في إقناع بعض الأندية بتغيير موقفها، مشيراً إلى وجود حالات ملموسة لنجوم أصروا على المشاركة رغم معارضة أنديتهم. هؤلاء اللاعبون يستحقون كل التقدير والاحترام لأنهم اختاروا القتال من أجل القميص الوطني حتى لو كان ذلك على حساب مصالحهم الشخصية.
تطرق وهبي أيضاً لقضية اللاعب رشاد فتّال الذي قرر تمثيل منتخب إسبانيا بعد قضائه فترة مع الفئات السنية المغربية، واصفاً إياه بالموهوب والهداف الذي قضى معهم أكثر من سنة وقدم مستويات متفاوتة لكن الجهاز التقني كان يؤمن بإمكانياته. أكد أن اختيار فتّال لإسبانيا نابع من قناعاته الشخصية التي يحترمونها، مشدداً على أنه لم يكن اللاعب الوحيد في خياراتهم.
بشأن التركيبة النهائية، أوضح المدرب أن اختيار 21 لاعباً تم وفقاً لمعايير الجاهزية والالتزام، وأن المجموعة تضم لاعبين قادرين على رفع التحدي في المجموعة النارية التي تضم منتخبات البرازيل والمكسيك وإسبانيا.
سيبدأ المنتخب المغربي رحلته في البطولة بمواجهة منتخب إسبانيا في 28 سبتمبر الجاري على ملعب إستاديو ناسيونال خوليو مارتينيز برادانوس في سانتياغو، وسط طموحات كبيرة لتحقيق بداية قوية تعزز فرص التأهل من هذه المجموعة الصعبة.
ختم وهبي تصريحاته بالتأكيد أن المشاركة في هذا المونديال تمثل محطة تنافسية مهمة وفرصة حقيقية لصقل مواهب اللاعبين وتجهيزهم للمستقبل، مؤكداً أن مثل هذه البطولات تصنع الرجال وأنه واثق من أن لاعبي المنتخب سيُظهرون الروح القتالية والطموح المعهود فيهم.