يستعد الوداد الرياضي لخوض مواجهة مصيرية أمام العين الإماراتي في إطار الجولة الأخيرة من دور المجموعات في كأس العالم للأندية، حيث سيلتقي الفريقان يوم الخميس الموافق 26 يونيو 2025 على أرضية ملعب “أودي فيلد” بواشنطن. هذا اللقاء يحمل أهمية خاصة للنادي الأحمر الذي يسعى جاهداً لتسجيل أول نقاط له في تاريخ مشاركاته بهذه البطولة المرموقة.
الفريقان يدخلان هذه المواجهة وقد تعرضا لهزائم في مبارياتهما السابقتين أمام عمالقة كرة القدم العالمية مانشستر سيتي ويوفنتوس، مما يجعل هذا اللقاء بمثابة الفرصة الأخيرة لكل منهما لإنهاء مشاركته بطريقة مشرفة. الضغوط النفسية لن تكون حاضرة بقوة في هذه المباراة، حيث أن كلا الطرفين يدرك أن موقعه في البطولة محسوم، مما قد يساهم في تقديم أداء أكثر انطلاقاً وجرأة.
بالنسبة للوداد الرياضي، تمثل هذه المباراة تحدياً استثنائياً في رحلته عبر تاريخ مشاركاته في كأس العالم للأندية. النادي البيضاوي شارك مرتين سابقاً في هذه البطولة، الأولى كانت عام 2017 في الإمارات العربية المتحدة حيث سقط أمام فريقين يابانيين هما باخوكا وأوراوا ريدز، بينما المشاركة الثانية جاءت على الأراضي المغربية عام 2022 حيث واجه خيبة أمل جديدة أمام الهلال السعودي.
المدرب محمد أمين بنهاشم كان واضحاً في تصريحاته حول أهمية هذه المواجهة، حيث أكد ضرورة الخروج بالنقاط الثلاث كاملة بدلاً من العودة بخفي حنين. المدرب المغربي شدد على أهمية تجنب الأخطاء التي كلفت الفريق غالياً في المباراة السابقة أمام يوفنتوس، خاصة تلك المتعلقة بفقدان التركيز الذي أدى لاستقبال ثلاثة أهداف.
بنهاشم أوضح الفرق الجوهري بين المنافسات المحلية والدولية، مشيراً إلى أن البطولة المغربية تتيح فرصة التعافي من الأخطاء وتحقيق الانتصار رغم الهفوات، بينما في المسابقات العالمية فإن أي خطأ يعني الهزيمة المباشرة. هذا الأمر يتطلب من اللاعبين مستوى تركيز أعلى ودقة أكبر في الأداء.
الأرقام تشير إلى أن العين الإماراتي تعرض لضربة قاسية في مبارياته السابقتين، حيث استقبل أحد عشر هدفاً موزعة بين خمسة أهداف أمام يوفنتوس وستة أهداف في مرمى مانشستر سيتي. هذا الرقم المرتفع يعكس الصعوبات الدفاعية التي يواجهها الفريق الإماراتي في مواجهة الفرق الأوروبية القوية.
في المقابل، الوداد الرياضي أظهر صلابة نسبية أكبر حيث استقبل ستة أهداف فقط، هدفين أمام مانشستر سيتي وأربعة أهداف مقابل هدف واحد أمام يوفنتوس. هذا التوازن النسبي في الأداء الدفاعي قد يمنح الفريق المغربي أفضلية في المواجهة القادمة.
من المتوقع أن يقوم بنهاشم بتعديلات على التشكيلة الأساسية، حيث سيركز على إشراك اللاعبين الذين أظهروا التزاماً أكبر بالتعليمات التكتيكية. هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية المدرب لبناء الهيكل الأساسي للفريق في الموسم المقبل، مما يجعل هذه المباراة بمثابة اختبار مهم للعناصر المختلفة.
التحليل الإحصائي يكشف عن تفوق نسبي للوداد في الجانب الهجومي، حيث سجل سبعة وعشرين تسديدة في مبارياته مقابل أربعة عشر تسديدة للعين. هذا المؤشر يعكس قدرة أكبر على خلق الفرص والوصول لمربع العمليات الخصم، رغم عدم التمكن من ترجمة هذه الفرص لأهداف بالعدد المطلوب.
الظروف الحالية تشير إلى إمكانية تحقيق الوداد لهدفه المنشود، خاصة مع تمتعه بانسجام جماعي أفضل وخبرة أكبر في المنافسات القارية. المدرب يراهن على استغلال هذه المميزات منذ الدقائق الأولى لفرض إيقاع اللعب والسيطرة على مجريات المباراة قبل أن يجد العين الإماراتي طريقه للعودة للمواجهة.