استفاق المغاربة، صباح الأحد، على وقع فاجعة مروّعة زلزلت قلوب الأسرة التعليمية والرأي العام برمّته. فقد أسلمت الأستاذة هاجر، مدرّسة اللغة الفرنسية بمركز التكوين المهني بأرفود، روحها داخل قسم الإنعاش بالمستشفى الجامعي بفاس، بعد أسابيع من معاناة مؤلمة جراء اعتداء همجي تعرّضت له من طرف أحد تلامذتها، مستخدمًا أداة حادة.
هذه الحادثة الدامية وقعت منذ أسابيع، حينما قام شاب يبلغ من العمر 21 سنة، يُعتقد أنه أحد طلبتها، بمهاجمتها في الشارع العام بسلاح أبيض من نوع “شاقور”، وسط ذهول المارة، قبل أن تنهار الضحية أرضًا وسط بركة من الدماء. وقد تم توثيق هذه الجريمة المروعة بفيديو صادم انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وأثار موجة غضب عارمة.
تمكنت المصالح الأمنية من إيقاف الجاني بعد وقت وجيز من الاعتداء، وفتحت تحقيقًا للوقوف على ملابسات الجريمة ودوافعها. غير أن التفاصيل الكاملة لا تزال غامضة حتى الآن، ما يزيد من عمق الجرح الجماعي الذي خلّفته وفاة الأستاذة هاجر.
هذا الحادث الشنيع يعيد إلى الواجهة السؤال المؤلم الذي لم يُجب عنه بعد: لماذا أصبح المعلمون في المغرب عرضة للاعتداءات؟ ولماذا أصبحت المدارس، التي من المفترض أن تكون فضاءات للتعلم والتربية، مسرحًا للعنف؟
الأسرة التعليمية اليوم ليست فقط حزينة، بل تشعر بالغضب، بل بالخيانة. فكيف لأستاذة أن تُقتل على يد تلميذها؟ وكيف يُترك المعلمون بدون حماية، في مواجهة مباشرة مع تلاميذ قد يتحولون في لحظة إلى خطر داهم؟
هاجر، التي كانت تؤدي مهمتها النبيلة في تربية وتعليم شباب هذا الوطن، دفعت الثمن الأغلى. رحلت في صمت، لكن صرختها يجب أن تبقى مدوّية في وجه كل مسؤول، وكل صانع قرار، وكل من غض الطرف عن الانهيار الأخلاقي الذي بات يهدد المنظومة التعليمية.
من يتحمّل المسؤولية؟ هل هو النظام التعليمي؟ الأسرة؟ السياسات العمومية؟ أم صمت المجتمع؟