تلقّت كتيبة أسود الأطلس دفعة هجومية مهمة قبل محطة نصف نهائي كأس العرب، بعودة المهاجم عبد الرزاق حمد الله إلى قائمة المنتخب المغربي، بعد استكماله للعقوبة الانضباطية التي فرضتها اللجنة المختصة على خلفية حادث وقع خلال دور المجموعات.
وكان الهداف المغربي قد عوقب بالإيقاف لمباراتين بسبب تصرف لا رياضي تجاه لاعب من منتخب عُمان في الجولة الثانية من مرحلة المجموعات، ما استدعى قراراً تأديبياً صارماً انسجاماً مع قواعد اللعب النظيف. وبذلك غاب حمد الله عن مواجهة السعودية في الجولة الأخيرة من الدور الأول، ثم عن ربع النهائي أمام سوريا، في مباراتين كانتا اختباراً حقيقياً لقدرة المجموعة على الحفاظ على توازنها دون أحد أبرز أسلحتها أمام المرمى.
ورغم الغياب، لم يهتز البناء الفني للمنتخب. فقد برهن أسود الأطلس على قيمة تقنية عالية في التحكم بإيقاع اللعب، والقدرة على تدوير الكرة بذكاء، والانضباط التكتيكي عند فقدانها، إلى جانب نجاعة التحولات السريعة التي صنعت الفارق في أكثر من لقطة. والأهم أن العناصر التي عوّضت حمد الله أظهرت شجاعة في تحمل المسؤولية الهجومية، ليواصل المغرب مشواره بثبات ويضمن عبوره إلى نصف النهائي بعد انتصار صعب على سوريا بهدف دون رد، في مباراة عكست قوة الشخصية قبل جمال التفاصيل.
عودة حمد الله تأتي في توقيت مثالي، لأنها تمنح الطاقم التقني خيارات إضافية في الثلث الأخير: مهاجم قادر على اللعب داخل الصندوق، استثمار أنصاف الفرص، وفرض ضغط متقدم على دفاعات الخصم. كما أن خبرته في المواعيد الكبيرة تعطي للفريق سلاحاً نفسياً وتكتيكياً معاً، خاصة في مرحلة لا تحتمل الأخطاء، حيث تُحسم التفاصيل الصغيرة بين الكبار.
اليوم، لا يبدو أن لدى أسود الأطلس ترف الحديث عن حسابات جانبية أو أهداف جزئية. الرسالة واضحة داخل المجموعة: هدف واحد لا غير… إعادة كأس العرب إلى المغرب. وبجودة تقنية تتجلى مباراة بعد أخرى، وبروح جماعية لا تتراجع تحت الضغط، يدخل المنتخب نصف النهائي وهو مؤمن بأن الطريق إلى اللقب يمر عبر الانضباط، الجرأة، واستثمار كل لحظة حاسمة… ومع حمد الله، تصبح ترسانة الحسم أكثر اكتمالاً.










