شهدت شبكة الكهرباء المغربية تحدياً استثنائياً خلال الأيام الماضية، حيث واجهت طلباً متزايداً بشكل كبير على الطاقة الكهربائية نتيجة الظروف المناخية القاسية التي عاشتها البلاد. هذه الموجة الحارة غير المسبوقة دفعت المواطنين للاعتماد بشكل مكثف على وسائل التبريد المختلفة، مما أدى إلى تسجيل أرقام تاريخية في الاستهلاك.
تمكنت الشبكة الوطنية للكهرباء من تحقيق رقم جديد في الاستهلاك خلال ساعات الذروة المسائية ليوم الاثنين 30 يونيو، حيث وصل الطلب على الكهرباء إلى 7940 ميغاواط، محطماً بذلك الرقم السابق الذي تم تسجيله في 19 يونيو عند الساعة 21:30 والذي بلغ 7620 ميغاواط.
يمثل هذا الإنجاز تطوراً ملحوظاً مقارنة بالبيانات المسجلة خلال نفس الفترة من العام السابق، حيث تجاوز الرقم الجديد ذروة نهاية يوليوز الماضية التي بلغت 7560 ميغاواط بفارق يصل إلى 380 ميغاواط، مما يعني زيادة بنسبة 5% عن العام السابق.
يعزو المختصون في مجال الطاقة هذا الارتفاع الملحوظ في الاستهلاك إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها الاستخدام المكثف لأنظمة التكييف الهوائي والمراوح الكهربائية من قبل المواطنين في محاولة للتخفيف من وطأة الحرارة المرتفعة. بالإضافة إلى ذلك، ساهم تشغيل المضخات الزراعية بكثافة عالية لري المحاصيل والمزروعات في زيادة الضغط على الشبكة الكهربائية.
رغم هذا التحدي الكبير والطلب الاستثنائي على الكهرباء، تمكنت الشبكة الوطنية من المحافظة على استقرار التزويد دون تسجيل أي انقطاعات أو اضطرابات ملموسة في مختلف مدن ومناطق المملكة. استمرت خدمة التيار الكهربائي في العمل بكفاءة عالية وفي ظروف طبيعية، مما يعكس قدرة البنية التحتية المغربية على التعامل مع الطلب المتزايد حتى في الظروف الاستثنائية.
هذا الأداء المتميز للشبكة الكهربائية المغربية يؤكد على متانة النظام الوطني للطاقة وقدرته على مواجهة التحديات المناخية المفاجئة، كما يعكس الاستثمارات المهمة التي تم ضخها في قطاع الطاقة خلال السنوات الأخيرة لتعزيز قدرات الإنتاج والتوزيع.