يشهد التعاون الطاقي بين المغرب وإسبانيا تطوراً لافتاً في الآونة الأخيرة، حيث احتل المغرب المرتبة الثانية بين زبناء الغاز الطبيعي الإسباني خلال شهر فبراير 2025، مباشرة بعد فرنسا، حسب الأرقام الرسمية الصادرة عن إدارة الطاقة الإسبانية.
فقد بلغت واردات المملكة من الغاز الطبيعي الإسباني خلال هذا الشهر ما يقارب 700 جيغاواط/ساعة، مسجلة ارتفاعاً بنسبة 50.9% مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2024. ويُقدَّر أن هذه الكمية تمثل 16.5% من مجموع صادرات إسبانيا من هذه المادة الحيوية. أما خلال شهري يناير وفبراير مجتمعَين، فقد وصلت واردات المغرب إلى 1.372 جيغاواط/ساعة، بزيادة قدرها 30% على أساس سنوي.
ويتم نقل هذه الكميات عبر أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي (GME) الذي يستخدم لتزويد محطة “تحضارت” لتوليد الكهرباء القريبة من مدينة أصيلة. هذه المحطة، التي تُعدّ أول وحدة مغربية تعتمد على الدورة المركبة، طورتها “المكتب الوطني للكهرباء والماء” بشراكة مع شركتي “إنديسا” الإسبانية و”سيمنس” الألمانية، وتخضع لتدبير شركة “الطاقة الكهربائية لتحضارت” بموجب عقد امتياز دام عشرين عاماً انتهى في مارس 2025، دون أن تعلن الجهات الوصية عن مصير التسيير المقبل للمحطة بعد هذا الأجل.
وتجدر الإشارة إلى أن محطة تحضارت، التي بدأت العمل سنة 2005، رفعت قدرتها الإنتاجية من 380 إلى 400 ميغاواط بعد تحديث أجهزتها في سنة 2018، وبلغ إنتاجها السنوي في 2023 حوالي 1.677 جيغاواط/ساعة.
على صعيد آخر، يظل المغرب الدولة الإفريقية الوحيدة التي تستورد الغاز الطبيعي من إسبانيا، حيث استحوذ في فبراير الماضي على أغلب الـ20.6% من صادرات مدريد نحو القارة. ومن المرتقب أن يتعزز مستقبل إمدادات الغاز عبر القارة الإفريقية، انطلاقاً من مشروع أنبوب الغاز الأطلسي (GAA) الذي سيربط نيجيريا بالمغرب، والذي من المتوقع أن يبدأ تشغيل أولى مراحله في عام 2029، ليغطي نحو 6.000 كيلومتر ويخدم أكثر من 400 مليون نسمة.
.