في حادثة مأساوية جديدة تُضاف إلى سلسلة من الجرائم المروعة التي باتت تطبع المشهد الإعلامي المغربي مؤخراً، شهدت مدينة القصر الكبير صباح اليوم الإثنين 12 ماي الجاري، جريمة قتل بشعة راح ضحيتها شاب ثلاثيني، إثر شجار بسيط بينه وبين شقيقه تطوّر إلى ضرب مفضٍ إلى الموت.
بدأت تفاصيل هذه المأساة في الساعات الأولى من الصباح، داخل بيت العائلة، حيث نشب خلاف حاد بين الشقيقين حول “جوارب” (تقاشر) استعملها الأخ الأصغر دون إذن، ما أثار غضب شقيقه الأكبر البالغ من العمر 38 سنة. ومع تصاعد التوتر وتبادل الشتائم، تحوّل الخلاف اللفظي إلى عنف جسدي، لتنتهي المواجهة بضربة قاتلة تلقاها الضحية على مستوى البطن بواسطة سكين مطبخي صغير.
رغم نقل الشاب، البالغ من العمر 35 سنة، على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي بمدينة طنجة، إلا أن قوة الإصابة عجلت بوفاته قبل أن يصل إلى المؤسسة الاستشفائية. أما الجاني، فقد لاذ بالفرار إلى وجهة مجهولة، مخلفاً وراءه أسرة مكلومة وجيراناً في حالة صدمة وذهول.
وقد انتقلت عناصر الأمن الوطني والشرطة القضائية على الفور إلى مكان الحادث، وفتحت تحقيقاً معمقاً تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بغرض تحديد ملابسات الجريمة وتعقب الجاني الفار.
وتثير هذه الجريمة، التي يمكن وصفها بالسريالية لبساطتها من حيث الدافع، أسئلة مقلقة حول تصاعد وتيرة العنف داخل المجتمع المغربي، خصوصاً داخل المحيط الأسري، حيث من المفترض أن يسود التفاهم والتسامح. ويلاحظ المتتبعون أن وتيرة الجرائم العائلية أصبحت تتصدر العناوين الأولى في الصحافة الوطنية بشكل متكرر، مما يطرح تحديات كبرى أمام المؤسسات التربوية والنفسية والأمنية لمواجهة هذه الظاهرة.