بعد يومٍ شهد منع وقفاتٍ في عدة مدن وتوقيفات تلتها إفراجات متدرّجة، أعلن تجمّع GenZ212 (جيل زد 212) هذا الأحد 28 شتنبر تمسّكه بخيار الاحتجاج السلمي دفاعاً عن إصلاح منظومة التعليم وتحسين خدمات الصحة العمومية. ورغم هذا التأكيد، لم تُسجّل أي حركة احتجاجية في الرباط اليوم الأحد، حيث مرّ اليوم هادئاً في العاصمة.
السبت تحت مجهر المنع والتوقيفات
كانت السلطات قد منعت أول مظاهرة لـGenZ212 السبت بعدد من المدن، ما أسفر عن توقيف العشرات قبل الإفراج عن أغلبهم لاحقاً عقب الاستماع إليهم. وانتقدت هيئات حقوقية وسياسية هذه التوقيفات، معتبرةً أنّ المحتجّين دعوا الحكومة لتحمّل مسؤوليتها إزاء ما وصفوه بـتواصل تدهور قطاعي التعليم والصحة.
وأفادت شبيبة فيدرالية اليسار الديمقراطي بتوقيف أربعة من أعضائها خلال الاحتجاجات. بدورها، دعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى تحقيق نزيه ومستعجل بشأن ما اعتبرته استعمالاً مفرطاً للقوة، مؤكّدة أنّ حرية التعبير والتجمّع السلمي ركيزتان لدولة الحق والقانون.
تفاعلات سياسية حادّة
اعتبر جمال العسري، الأمين العام لـالحزب الاشتراكي الموحّد، أنّ ما وقع السبت يمثّل تراجعاً على مستوى الحريات، وكشف عن تفكير جدي في مقاطعة الانتخابات داخل المكتب السياسي للحزب.
من جهته، حمّل حزب العدالة والتنمية الحكومة المسؤولية عن تردّي الأوضاع الاجتماعية وتصاعد الاحتجاجات، داعياً إلى مقاربة حكيمة في التعامل مع التجمّعات السلمية، وإطلاق سراح جميع الموقوفين، مع تعزيز مشاركة الشباب في التنمية على مختلف المستويات.
موقف GenZ212: سلمية صارمة وتوضيح للمسافة
في بلاغٍ صدر الأحد، حيّى GenZ212 ما اعتبره حيويةً شبابية عبّرت عنها وقفات السبت، وندّد بما وصفه بـالاعتقالات التعسفية التي تنال من حق دستوري. وأكّد التجمّع تمسّكه بـاللاعنف وبالاحتكام إلى الدستور والمواثيق الدولية، مشدّداً أنّ التحرّكات ستتواصل سلمياً لتحقيق مطالب اجتماعية مشروعة في التعليم والصحة ومحاربة الفساد.
وفي توضيحٍ تنظيمي، تبرّأ التجمّع من بعض الأفراد الذين استعملوا خادم “ديسكورد” لنشر مضامين معادية للملكية، واصفاً إياهم بـ**«روبوتات»** هدفها التشويه، مؤكّداً أنّ خطّه اجتماعي بحت وغير مسيّس.
الرباط… يوم أحد بلا احتجاج
على عكس مشاهد السبت في بعض المدن من حضورٍ أمني وتوقيفات، مرّ يوم الأحد في الرباط دون أي حراك. غير أنّ GenZ212 يؤكّد أنّ «هذا مجرد بداية»، داعياً إلى التضامن الشعبي والاستعداد لمحطاتٍ قادمة ضمن إطارٍ سلمي ومنضبط.