في ليلة الخميس/الجمعة، جددت روسيا قصفها على أوكرانيا عبر موجة غير مسبوقة من الضربات الليلية، تجاوزت 300 عملية جوية بين مسيرات وصواريخ، استهدفت خلالها عدّة مدن أوكرانية 7. هذه الحملة العنيفة خلفت عدداً من الضحايا المدنيين، لا سيما ستة أشخاص قتلوا في موجة واحدة في مناطق عدة، منها دونيتسك ودنيبروبتروفسك
الهجمات الليلية تأتي في سياق دؤوب، يعكس استخدام روسيا لصواريخ “شاهيد” الإيرانيّة وطائرات مسيرة انتحارية بكثافة، ضمن استراتيجية الضغط والردع المستمر على الجبهة الأوكرانية وتضمّن القصف مناطق إقليمية متعددة، بعضها تحت سيطرة كييف كدنيبروبتروفسك، حيث قُتل ثلاثة أشخاص على الأقل، بينما أودت الضربات الأخرى بحياة ثلاثة أشخاص في مناطق دونيتسك، وخيرسون وزابوريجيا.
السلطات الأوكرانية تُحمّل روسيا المسؤولية الكاملة وتندّد بما وصفته بـ”التصعيد المسعور”، في وقت تواجه فيه قواتها صعوبة في مواجهة كثافة هذه الحملات الجوية. وكالة الأنباء الأوكرانية أفادت بأن عدد طائرات “شاهيد” التي حاولت الاقتراب بلغ 35، تم إسقاط 11 منها، بينما لم توضح مصير الصواريخ الباقية تمامًا.
تلقّت هذه الاعتداءات ردود فعل دولية غاضبة، وسط دعوات متزايدة لتسليح كييف بأنظمة دفاع جوي متقدمة. وتهدد هذه الحملة بتحويل الليل إلى جحيم في المناطق الأوكرانية، مما يزيد من هشاشة البنى التحتية وينذر بكوارث إنسانية، خاصّة مع موسم الشتاء المقبل وإنقطاع الخدمات الحيوية.
في المشهد الراهن، لا تبدو لهذه الحرب نهاية وشيكة، وسط استمرار الضغط الروسي الذي يضرب من خلاله عمق الأراضي والمدن الأوكرانية، ويعزّز جبهات المواجهة باستخدام تكتيكات تعتمد على القصف الليلي المكثف، ما يحوّل الساعات المظلمة إلى محكومة بالخوف والترقب.