شهد مستودع الأموات التابع للمستشفى الإقليمي لالة عائشة بمدينة تمارة، يوم السبت 17 ماي، واقعة صادمة هزت مشاعر أسرة الشاب الراحل “أيوب” وتركت أثراً بالغًا لدى عشرات الحاضرين، بعد أن تم تسليم جثمان شخص آخر للعائلة عن طريق الخطأ، ليُدفن لاحقًا بمقبرة النويفات بمنطقة عين عتيق.
وتعود تفاصيل هذه الحادثة المؤلمة إلى صباح السبت، حين حضرت أسرة الفقيد “أيوب” لاستلام جثمان ابنها وتوديعه إلى مثواه الأخير، لكن إدارة المستودع سلمت لهم جثة شاب آخر دون التحقق من هويته بشكل دقيق، وهو ما يخالف الإجراءات القانونية والإدارية المعمول بها في مثل هذه الحالات. وتم بالفعل تشييع الجثمان ودفنه وسط جنازة مهيبة شارك فيها العشرات من المعزين، قبل أن تتفاجأ العائلة لاحقًا بأن الجثة المدفونة لا تعود لابنها.
الحادثة خلفت غضباً عارماً واستياءً شديدًا داخل الأسرة المفجوعة وبين الحاضرين، الذين عبروا عن صدمتهم من هذا الخطأ المهني الجسيم، مطالبين بفتح تحقيق عاجل لمحاسبة المتورطين وضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي التي تنتهك حرمة الموتى وتزيد من معاناة أسرهم.
في المقابل، تعيش إدارة المستشفى حالة من الارتباك والضغط الكبيرين بعد تداول الواقعة على نطاق واسع، وسط دعوات لتوسيع دائرة المساءلة وعدم الاكتفاء بتحميل المسؤولية لموظفين محدودين.
ويجدر التذكير بأن هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها مستودعات الأموات بالمستشفيات العمومية مثل هذه الكوارث الإدارية، نتيجة الإهمال وغياب الرقابة الجادة، ما يستوجب تدخلًا سريعًا وحازمًا من الجهات المعنية لإصلاح هذه المنظومة وضمان احترام كرامة الموتى ومشاعر ذويهم، في لحظة تعد من أشد اللحظات حساسية وإنسانية.