في خضم قضية قضائية معقدة تشمل تهريبًا دوليًا للمخدرات وتبييض الأموال والاستيلاء على ممتلكات عقارية، برز اسم غير متوقع إلى الواجهة: الفنانة المغربية الشهيرة لطيفة رأفت. فبعد سنوات من الابتعاد عن أي جدل قضائي، أصبحت الآن هدفًا لحملة تشهير إلكترونية يقودها بعض اليوتوبرز والصحف الإلكترونية الباحثة عن الإثارة.
كل شيء بدأ بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، حيث يمثل الرئيس السابق لنادي الوداد، سعيد الناصيري، منذ أسابيع، لمواجهة تهم ثقيلة. وخلال إحدى الجلسات، طالب الناصيري بمواجهة عدد من الأسماء، من بينها لطيفة رأفت. وقد أشار إلى أنها كانت تقود سيارة فاخرة من نوع مرسيدس تم استيرادها من ألمانيا، في محاولة منه لربطها بالقضية. إلا أن الفنانة نفت بشكل قاطع هذه الرواية.
ومنذ ذكر اسمها داخل المحكمة، اشتعلت المنصات الاجتماعية. بعض القنوات على اليوتيوب والمعروف عنها السعي وراء البوز، حاولت استنطاق لطيفة دون جدوى. واعتُبر صمتها هروبًا أو إقرارًا ضمنيًا، ما زاد من حدة الهجوم، خصوصًا عبر تعليقات جارحة وتحريض واضح، حتى وصل الأمر إلى تهديدات طالت حياتها وحياة ابنتها.
في أول خروج إعلامي لها، اختارت لطيفة رأفت منصة يوتيوب لتكذب كل الادعاءات. وأكدت أنها قطعت علاقتها نهائيًا مع محمد بن إبراهيم، الملقب بـ”إسكوبار الصحراء”، قبل ظهور أي شبهة قضائية ضده. كما عبّرت عن قلقها من التهديدات التي وصلتها، بعضها يحذرها من مصير يشبه الفنانة السورية أسمهان، التي غرقت في ظروف غامضة. أحد الرسائل قال لها: “أنتِ مصيرك غرق في واد سبو”.
هذا التحرش الرقمي لا يستهدف لطيفة فقط، بل تعداه إلى ابنتها الصغيرة، في محاولة مكشوفة للنيل من سمعتها. وردًا على ذلك، أعلنت لطيفة أنها سترفع دعوى قضائية ضد كل من تورط في الإساءة لها. وقالت بعبارات مؤثرة: “لن أسكت، وسأدافع عن كرامتي وكرامة ابنتي”.
لكن يبقى السؤال المطروح: هل ستمضي العدالة حتى النهاية وتحقق بجدية في علاقتها السابقة بزوجها السابق؟ أم أن شهرتها كفنانة ستجعلها محصنة من أي مساءلة؟ لحد الآن، لا يوجد دليل ملموس يورطها، لكن الهجمة الإعلامية وحدها كانت كفيلة بتشويه صورتها.
وفي الوقت الذي تستمر فيه جلسات المحاكمة، تبقى لطيفة رأفت، بفنها ومسيرتها الطويلة، عالقة في دوامة لم تصنعها، بينما تغيب المهنية عن جزء كبير من التغطية الصحفية.
يبقى من الضروري التذكير بأن العدالة يجب أن تبقى فوق كل الشبهات، وأن لا تُختزل الحقيقة في تعليقات مغرضة أو مقاطع فيديو تبحث عن “البوز”. فلطيفة رأفت، رغم العاصفة، تواصل الدفاع عن نفسها بشجاعة، متمسكة ببراءتها وكرامتها. وكما يُقال: “الحق يُعلو ولا يُعلى عليه”. فهل نرى قريبًا نهاية منصفة لهذه القصة التي حبست أنفاس الرأي العام؟ الأيام وحدها كفيلة بالإجابة.