في إنجاز سياحي جديد يعزز مكانتها العالمية، تصدرت مدينة مراكش المغربية قائمة الوجهات العشر المفضلة لدى الفرنسيين للسفر بميزانية لا تتجاوز 500 يورو للشخص الواحد، وفقًا لتصنيف حديث صادر عن محرك البحث السياحي الأوروبي kayak.fr.
ورغم كونها الوجهة الوحيدة من خارج القارة الأوروبية المدرجة في القائمة، احتلت مراكش الصدارة متفوقةً على عواصم أوروبية شهيرة مثل لشبونة وبرشلونة وروما. وقد أشار التقرير إلى أن تكلفة السفر إلى المدينة الحمراء تتراوح ما بين 380 إلى 444 يورو، بحسب توقيت الحجز ومدينة الانطلاق داخل فرنسا. وهو ما يجعلها أيضًا الوجهة الأعلى تكلفةً بين باقي الوجهات في التصنيف، لكنها في المقابل تقدم تجربة سياحية فريدة بمزيجها الغني من الأصالة، الضيافة، والأجواء الشرقية الساحرة التي تستهوي السائح الفرنسي.
لماذا يفضل الفرنسيون مراكش؟
بحسب تقارير سابقة لمواقع متخصصة مثل Le Figaro وCapital.fr، فإن مراكش تتمتع بجاذبية قوية لدى السياح الفرنسيين منذ سنوات، وذلك بفضل القرب الجغرافي (حوالي 3 ساعات من الطيران)، وأسعار الفنادق والخدمات المقبولة مقارنةً بما يُقدم، إضافة إلى تنوع أنشطتها بين الأسواق التقليدية، الحمامات المغربية، المآثر التاريخية، والمطاعم العالمية. كما أن الطقس المعتدل أغلب أيام السنة يجعل منها وجهة مثالية لعطلات نهاية الأسبوع والرحلات القصيرة.
مدن أوروبية في مراتب متقدمة
جاءت مدينة لشبونة البرتغالية في المرتبة الثانية بتكلفة تتراوح بين 247 و298 يورو، متبوعة بمدينة برشلونة الإسبانية بأسعار تتراوح بين 179 و252 يورو، ثم روما الإيطالية ولندن البريطانية، تليها بورتو ومدريد وبالما دي مايوركا وإشبيلية، بينما جاءت ميلانو في المرتبة العاشرة بتكلفة تتراوح بين 149 و179 يورو.
مراكش: استثناءٌ مغربي في قائمة أوروبية
ما يلفت الانتباه أن مراكش هي المدينة غير الأوروبية الوحيدة التي تمكّنت من دخول هذا التصنيف، مما يعكس استمرار الثقة التي يوليها السائح الفرنسي للعرض السياحي المغربي، وقدرة المدينة على الترويج لنفسها في المنافسة العالمية رغم التحديات الاقتصادية وارتفاع الأسعار النسبي.
وبحسب استطلاع Ipsos الذي بُني عليه هذا الترتيب، فإن 49% من الفرنسيين أخذوا عطلات قصيرة خلال شهر مايو، بينما 41% منهم فضّلوا البقاء داخل فرنسا، نظرًا لتقلص الميزانيات المخصصة للسفر، في حين لا يتجاوز عدد من يملكون أكثر من 500 يورو للرحلة نسبة 12% فقط.
في ضوء ذلك، تبقى مراكش عنوانًا بارزًا للسياحة الذكية التي تجمع بين الجودة والتكلفة المقبولة، وتؤكد من جديد مكانة المغرب كوجهة محبوبة لدى الأوروبيين، والفرنسيين على وجه الخصوص.