أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، اليوم الخميس، عن رفضه لمنظومة توزيع المساعدات في قطاع غزة التي تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل، واصفاً إياها بأنها سبب مباشر في إراقة الدماء، ودعا إلى وقف أنشطتها فوراً.
أدلى بارو بهذه التصريحات خلال لقائه مع نظيره القبرصي في نيقوسيا، حيث أكد أن التوزيع المسلح للمساعدات الإنسانية في مراكز متفرقة داخل غزة أصبح فضيحة إنسانية، ووصفه بأنه أمر مخزٍ ويتعارض مع المبادئ الإنسانية الأساسية.
تأتي هذه التصريحات في سياق انتقادات متزايدة لمؤسسة غزة الإنسانية، التي بدأت عملياتها في نهاية مايو بعد منع إسرائيل دخول الإمدادات لشهرين، ما أثار تحذيرات من مجاعة وشيكة. لكن هذه العمليات ترافقها فوضى كبيرة، مع ورود تقارير متكررة عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين الفلسطينيين أثناء تجمعهم قرب مراكز التوزيع.
تشير تقارير الأمم المتحدة إلى مقتل مئات الفلسطينيين في محيط هذه المراكز منذ انطلاق النشاط، وتُنسب الإطلاقات النارية إلى الجيش الإسرائيلي في معظم الحالات. كما ترفض وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الكبرى التعاون مع هذه المؤسسة، مشيرة إلى غياب الشفافية في آلية عملها، وتشكيكها في أنها تخدم أجندات عسكرية تخدم الجانب الإسرائيلي.
في المقابل، تبرر إسرائيل هذا النموذج الجديد بأنه يمنع حركة حماس من الاستيلاء على المساعدات، لكن منتقدين يرون أن هذه الحجة تُستخدم لتبرير تضييق ممنهج على السكان، وتوجيه المساعدات بشكل انتقائي، في وقت تعطلت فيه الشبكة الواسعة التي كانت تديرها الأمم المتحدة سابقاً.