كشف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عن قائمة المتنافسين على جائزة أفضل لاعب في القارة السمراء لهذا العام، والتي حملت مفاجأة سارة للكرة المغربية بحضور اسم أسامة المليوي، الذي نجح في فرض نفسه بقوة على الساحة القارية بفضل أدائه المتميز مع نهضة بركان والمنتخب الوطني للمحليين.
بدأت رحلة المليوي مع الكرة المستديرة في أحياء الدار البيضاء حيث ولد عام ألف وتسعمائة وستة وتسعين، حين كانت الكرة رفيقة أيامه الأولى وأحلامه الطفولية البسيطة. لكن المسار الحقيقي نحو الاحتراف انطلق من خلال الاتحاد البيضاوي، هذا النادي العريق الذي يعتبر مدرسة حقيقية للمواهب الشابة في الأحياء الشعبية بالعاصمة الاقتصادية.
شكل موسم ألفين وتسعة عشر نقطة تحول حاسمة في مسيرة المليوي، حين قاد فريقه لرفع كأس العرش بعد نهائي مثير ضد حسنية أكادير انتهى بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد. اللافت في تلك المباراة التاريخية أن المليوي كان صاحب الهدفين الذين أعادا للاتحاد البيضاوي بريقه ومكانته الرمزية بين الأندية المغربية.
بعد هذا النجاح، انتقل المليوي إلى شباب المحمدية في محطة أتاحت له فرصة تطوير قدراته الفنية واكتساب خبرات إضافية قبل أن تفتح له نهضة بركان أبوابها في عام ألفين وثلاثة وعشرين، ليدخل عالم الاحتراف الحقيقي ويبدأ فصلا جديدا من مسيرته الكروية.
في صفوف الفريق البرتقالي، وجد المليوي البيئة المثالية لإظهار كل ما يملكه من إمكانيات هجومية، حيث أصبح أحد الركائز الأساسية في الخط الأمامي. مساهماته الفعالة قادت النادي لتحقيق إنجازات قارية ومحلية مهمة، على رأسها الفوز بكأس الكونفدرالية الإفريقية والتتويج بلقب البطولة الوطنية الاحترافية، إضافة إلى بلوغ المباراة النهائية لكأس العرش.
جاءت بطولة كأس أمم إفريقيا للمحليين التي استضافتها كل من كينيا وتنزانيا وأوغندا لتشكل المحطة الأبرز في مسار المليوي حتى الآن. على تلك الملاعب الإفريقية، تحول اللاعب المغربي إلى نجم ساطع قاد الأسود نحو رفع الكأس للمرة الثالثة في تاريخ المنتخب، محققا لقب الهداف الفردي بستة أهداف ثمينة.
في المباراة النهائية الحاسمة أمام مدغشقر، سجل المليوي هدفين حاسمين ساهما في حسم اللقاء لصالح المغرب بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين. هذا الأداء الاستثنائي دفع الاتحاد الإفريقي لوصفه في تقرير مفصل بأنه المفتاح الحقيقي لطموحات المنتخب المحلي، مشيدا بقدرته على منح الفريق بعدا هجوميا مختلفا بفضل ذكائه التكتيكي وسرعة حركته داخل المناطق الحاسمة.
تواجد اسم المليوي ضمن قائمة المرشحين لجائزة أفضل لاعب إفريقي يمثل اعترافا قاريا بمسيرة لاعب استطاع أن يجمع بين الموهبة الفطرية والعمل الجاد والانضباط المستمر. هذا الإنجاز يضعه في مصاف نجوم القارة السمراء ويؤكد أن الكرة المغربية قادرة على إنتاج مواهب محلية قادرة على المنافسة على أعلى المستويات.
تضم قائمة المتنافسين على هذه الجائزة المرموقة أسماء بارزة على الساحة الكروية الإفريقية والعالمية، حيث يتواجد إلى جانب أسامة المليوي كل من مواطنه أشرف حكيمي، بالإضافة إلى محمد صلاح، فرانك أنجويسا، فيستون مايلي، دينيس بوانجا، سيرهو جيراسي، فيكتور أوسيمين، بابي ماتار سار، وإيليمان ندياي.
يرى الكثير من المتابعين في المليوي نموذجا للجيل الجديد من اللاعبين المحليين المغاربة الذين يصنعون الفارق من خلال الأداء الميداني دون ضجيج إعلامي كبير. مسيرته تؤكد أن الطريق نحو القمة يبدأ من الأحياء الشعبية والأندية الصغيرة، وأن الموهبة المصقولة بالاجتهاد قادرة على الوصول إلى أعلى المستويات.